الاثنين، 29 يونيو 2009

ستي يا ستي ..





كنت اسمع منذ برهه أغنيه ستي يا ستي لفيروز من مسرحية ميس الريم

ستي يا ستي شتقتلك يا ستي علي صوتك.. صوتك بعيد جايي من الكرم جايي من التفاح ..صوتك حامل شمس و فيي لون التين و الزيتون و ريحة الطيوب يا ستي

من وقع أثير فيروز .. حرك في سكاني كلمات لجدتي ..فهل يكفيها تلك العبقات التي سأخطها هنا !!
علها ,,
جدتي تلك الخطوط الدقيقة التي في وجهك تحكي حكايا العمر عنك ,, محفورة في ثنايا الجدران في تلك الزاوية من البيت وقصصك الشيقة لازالت في مسمعي .. رائحتك تذكرني بالارض وبزيزفون المرج المنعتق بالنهر الجبلي , حيث كنا نكبر صغارا بين يديكِ وتسقينا الحليب لنغدو كما كنتِ تقولين لنا .. رجالا اصحاء

تعلمت منك الخبز والعجن .. تعلمت منك حُب الصبر ...تلعمت منك الدعاء لأبناءك ولجيرانك .. لم أرَ يوما مثلك جدتي .. لم أرَ ..

قهوتك الصباحية على باب البيت لازالت في عينيّ ,, كما هو حالي الان عندما ارتشف قهوتي الصباحية على شرفة غرفتي .. جدتي .. اشربها مثلك بلا سكر .. كي تحليها بحلاوة اطلالتك كما كنت تقولين لي..

حجاب غطى شعيراتك البيضاء كنت العب به واقول لك : أحبك يا ستي فتقبليني ,, فهل لازلتِ تسمعينها !

تنهداتك ودموعك عندما نغادرك عائدين لاقامتنا تحفر في خدّيك اخدودان لازالا لم يبرءا .. إلا بابتسامة طُهرٍ من عيناكِ...أسألك الآن ..كيف حال الزيتون والزعتر البلدي عندك يا جدتي !

ألا زالا كما هما .. رائحتهما تصل لأسواق المدينة حيث التجار يأتون مسرعين لك ؟ أم كما كانا دليل الضائع في تلك القرية !

آه ... جدتي ستي يا ستي شتقتلك يا ستي علي صوتك.. صوتك بعيد ... كنت اغنيها لك دوما ... هل تذكري ؟؟

هل تذكري حينما تكنتِ تجمعين نساء القرية وتقولين لي غني لي امامهن !! فأخجل هاربة إلى أحضانك حيث ابتسامتك تعانقني وتقولي لي .. ستصبحِ يوما ما .. طبيبة أرواح ...

والآن !

بِتُ اسمع تلك الاغنيه لأجلك فقط ,, نسيت ان اقول لك ... اصبحت طبيبة نعم .. ولكن بدونك بلا أرواح ...
افتقد لحضنك .. بل لتمرير يديك بين خصيلات شعري بل افتقد جدا كلمة ( يا ملاكِ ) كم كانت تُعمّر لي في الخيال مملكات ,, بالأمير بالجاريات .. بالحلم الأبيض أعيشها كالأميرات ...

جدتي لازلت معي في كل حين ولازالت كلماتك ودعواتك...
سلام لك بقدر دعواتك لنا في القدوم والذهاب .. بقدر القبلات التي طُبعت على وجناتنا منك ...

ليست هناك تعليقات: