
لم تنسَ دمشق محمود فيها ، ولا ليل باريس ، ولا بيارات يافا ولا ليمون الجليل وجهه القمري ولا حتى أنا .. رغم أن مرّت من السنوات أربع .. ولكنه بقي الحبيب الاوفى ، الغريب الاقرب ، والرفيق الدائم ..
كنتُ كلما مررتُ على ديوانٍ له قرأت الفاتحة وأعدتها لأنني سمعتُ صوته مرة يقول لي : اقرأيها لي ، فكلما قرأتِها ارتحتُ أكثر.
غاب عني وسقط القمر في ليلتها، وجدتً نفسي وحيدة بلا أغنية ولا قوافي .. بلا شعر ولا وزن .. بلا محمود درويش !!
كان الخبر العاجل الذي اتاني عبر شاشات الفضائيات أشبه بكابوس قتلني .. لم أكن اعي مقدار الصدمة التي وضعتُ فيها! .. كنتُ حينها قد أكملتُ اثنا عشر عاماُ من الحب لدرويش جمعتني به مصادفات عدّة ولن أنسى تلك الليلة بأمسيه الرائعة التي حادثني فيها قبل أن أحادثه.. وكان آخرها أن : احبيني لأحبك أكثر!!
الحب أمنية يا حبيبي .. كنتُ أتمنى لو أنني أنهيتُ دراستي الدوائية حتى أجد ترياقاً ليعيد إليّ نبضاً من درويش .. بكيتُ بحرقة .. لأن ذاك
الترياق كان أنت وأنت فقط.
عام 2008 مرّ بي متشّحاً بالسواد ، ارتديتُ فيه الكون اسوداً ، رفضتُ كل ألوان الزينة .. لم أرَ أي شيء أبيضَ فيه إلا درويش وهو يكمل
صورته بدراً في نصف الشهر دائماً.
أيُّ حبيبي !!
هل مازلتَ تمسعني؟ إلا أن لازالت لي أمنية لم تتحقق.. ولازالت لي قصيدة لم أقرأها .. لن تكون الا بجوارك ، ولازلتُ أؤمن بأني يوماً ما سأزور رائحتك النقية .. لأقرأ لك الفاتحة أقرب وأسمعك صوتك من جديد في احدى قصائدك وأهديك كما كنتَ تحب : ياسمينة دمشقية على قبرك.
رحلت ولم ترحل.. حضورك لازال يغطي على غيابك فكلما ابتعدتُ اقتربتَ أكثر فأكثر.. وكلما تنشقتُ أدباً وجدتك أجمل.
سلامٌ عليك حين ولدت .. ويوم مت.. وحينما تبعث حيا ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق